ذكـريات
دورى كما تهوَينَ بى
أنا لنْ أضجَّ ولنْ أثورَ..
ولنْ أكسِّرَ ذا اليراعَ لأننى
أدمنتُ دفنَ الآهةِ الحرَّى بجنبى
وتحامَل البدنُ النحيلْ
فتآكل الوجهُ الذليل
وتراجعت نظراتى الحيرىَ سدىً
لكنَّما الآلامُ تترَى..
وليس يُوقفهُ الزحامْ..
أنا فى ضمير الأرض حىّ
يا أيُّها المشنوقُ بالعاداتِ كُنْ
أو ..لا تكن ....
فأنت فى الحالينِ لستَ بسالم
إن شئتَ أن تحيا طليقاً قَيَّدُوكْ
أو مِلْتَ أنْ تبقى حبيساً أزعجوك
إنْ شئتَ أن تبقى لساناً للحقيقةِ أخرسوكْ
لا تدعوَنَّ إلى الحياةْ
إنْ تدعُ يوماً كفَّنُوكْ
ياأيُّها المقهور قد أدمنتَ قهْرَك
أو قدتَ للأجلافِ شعلتك الوحيدةْ
وبقيتَ تندُبُ كالثكالى
هل بعد أنْ قدَّمتَ عمركَ للكبير وللصغير ؟
هل بعد ذاكَ تقودُ أمرك أيُّها الحمل الضرير ؟
نمْ واجعل الآهات تجثِمُ فوق صدركْ
أتبيتُ يا مسكينُ تلتحف الألم ؟
أنتَ الذى أذللتَ نفسك للطُّغاةْ
ورأيتَ أنهمُ الحُماه
أنتَ الذى فى الذات تاه
قل لى فما ترجو إذاً
أنت الرجاءُ لديك أشبه بالعدمْ
أنت الوجود المستحيلْ
فمتى تُفيقُ وتستعيد ملامحكْ
قد كان حين يراك ينقشع الحَلَك
قدكنتَ تبعثُ فى النفوس الشوق للمجد الأشمْ
يأيُّها الرجلُ الأصم
فاسمع لآهاتِ الضميرِ..
وفُكَّ أغلالَ الغُمَمْ
16/2/1998