غُربةُ العُشاق
*ساءَلتُ عنْ محبوبةِ العُشَّاقِ
وأنام بين جفونها مُتناسياُ
أهفو إلى النبع العريق لعلَّهُ
وأبيتُ أحلمُ أنْ أرى عنوانها
وأعيش ألتحف الأمان بحضْنها
*فتَشتُ عنكِ عروبةَ الأمجادِ
أين المليكة أين أينَ بريقها ؟
أين الكرامةُ مالها قد هرولتْ ؟!
ما للتفرُّقِ باتُ يُقلقُ مضجعى ؟!
ما للمآذن تستغيث خزينةً ؟!
*وجهُ المدائنِ رانَ بالحَسَراتِ
كُنَّا وكانت للعروبةِ صولةٌ
الأرضُ تصرخُ والعلائقُ تشتكى
فرحون باللذاتِ ولَّوْا وجَهُهْم
وإذا تعثَّر بعضهم فى خِزيهِ
* يا أرضُ هيَّا أيقظى موتانا
فالدين فيهم صامدٌ متوثبٌ
همْ سوف يُحيونَ الذين تبلَّدُوا
فيهم صلاحُ الدين يُحكمُ صفَّنا
حتى نُعيدَ البسمةَ الحيرى لها
لأبُثَّها فيضاً مِن الأشواقِ
هَوْل الهموم ولوعةَ الإخفاق
ما جفَّ يوماً فهْوَ نِعْمَ الساقى
عِزاِّ ونوراً دائم الإشراق
وأقول ما أهوى بغير وَثاق
فى كل صوبٍ ما وجدتُ مرادى
ماللظلامِ يُذلُّ وجه بلادى؟!
ما للزعامةِ فى يدِ الحُسَّادِ ؟!
ما للمذلَّة فى العيونِ تُنادى ؟!
ما عاد يُشبعُ جوعَهنَّ الشادى
فالبؤس أينعَ فى ربوع الذَّاتِ
واليومَ هل صِرْنا مِنَ الأموات
والعُرْبُ فى بحر الضياع العاتى
للنفْط واهتزُّوا مع الرقصات
نادى العِدا كى يحصدوا الغلاتِ
مادام بالأحياء حلَّ شقانا
وقليلهم كثرٌ بعينِ عدانا
مِنَّا وظنُّوا الخُلْد فى دُنيانا
فنروح نزأر نصَرع الطغيانا
ونعلَّق القنديل فى أقصانا
16/2/1998