مرثيَّة عربيَّة
19/8/1997
يا قدس نوحي على أطلال ماضينا
يا وردة شوكها واهٍ وخضرتها
إنِّا تركناكِ ما عادتْ مجالسنا
فى كلِّ يومٍ نعانى مِن تفرُّقنا
وحينما تصدمُ الرائين مجزرةٌ
ياويحنا مَنْ محا فينا طبائعنا
نرى الهُداة وقد راحوا بلاثمنٍ
من أخرس الحقَّ فى أفواه أمتنا ؟
ما عاد يشغلنا إلا تجمُّعنا
ما عاد يبكى على إخوانهِ رجلٌ
أين الضمير الذى هو نبضُ أمتنا ؟
ماذا أقول و" بنيامين" منتهِكٌ ؟
هل السلام أكاذيبٌ وقرصنةٌ
وكم نخاف لداعٍ أو بلا سببٍ
فمَنْ تعوَّد شمّ الياسمين فهلْ
وهل يُحسُّ بمجروحٍ رمى حجراً
ياقدس نرثيك أم نرثى فوارسنا
فهل تولَّى الذى قد كان يجمعنا ؟
مَن ليس يبكى على مَنْ صان عزَّتهُ
صرنا دُمًى يامُنى الأرواح فارثينا
قد أذبلتها يدٌ بالغدرِ تُدمينا
تأسَى عليك وتشكو خسَّةً فينا
وحينما نلتقى فالشجبُ يكفينا
كأنَّما الأمرُ فيها - ليس يعنينا
أنكتمُ الصوت كى ترضى أعادينا
فى مسجدٍ آمنٍ يُؤوى الميَامينا
هذى دموع الأسى تكوى مآقينا
فكيف شُتِّتْنا أمْ كيف أُقصينا ؟
أين الرجالُ التى زانت ليالينا ؟
أين العزيمةُ كيْما ننصر الدينا ؟
كلَّ العهود وأمريكا تُمنِّيناَ
أم السلام أمانىٌّ تُوافينا؟
الخوف أضحى شعوراً راسخاً فينا
يُوَجّهُ الطرف يأسَى للمصابينا ؟
لأنَّ إخوانهُ أخفوا الملايينا
ياقدسُ مَنْ بصلاح الدين يُحيينا
فليت يبقى ويبقى مجد ماضينا
فهْو الخَئُونُ الذى يُودى بأهلينا