كبوة

كَـــبْوَة

1999
* يا فارسا
عطَّرْتَ عمركَ بالأمانى
وحَلَمْتَ بالتاج العتيقْ
وبأنَّ مَنْ ستراك سوف تخِرُّ يسحَرها البريقْ
وبأنَّ كلَّ النسوةِ اللائى يرَينكَ رهنُ أمرِكْ
وبأنَّ خيلَكَ سوف تأتى بالسبايا
وبأنَّ عرشك سوف تحرسه النساءْ
شقراءُ سوف ترشُّ قصرك بالقُبل
هيفاء بالرقْصاتَ تؤنس وحشتك
وذكيّةٌ تُحييك فى بحر الثقافة
وحريدة تُحييك فى روض الغزلْ
وحلَمتَ أن ستكون دكتور الغرام
وبانْ ستُروى غُلَّة العشاقِ مَن حُرموا الوصال

* هوِّن عليك فلم يعدُ ذا العصر تحرسُهُ الخيولْ
وليس بين القوم مَن يبكى الطلولَ
ولم يعد يحيا به غيرُ الطبول
حتى العذارى لم يعد فيهنَّ مَن تبكى حبيبا..
قلَّ من يبكى الحبيبا ..
هُنَّ يبكين الجيوبا..
لا يا رفيقي لم يعدُ هذا زمانك
ما عاد ينفعه حصانك ..
بل إنَّهُ عصر البطولات المزيفّة الكسيحة
عصرُ الثعالبِ إنَّهُ عصرٌ يعافُ الجدَّ تحكمُهُ المخالبْ
عصرٌ إذا ما الكلُّ نام استيقظوا حذَر " الكسوف"
عصرٌ ترى فيه الكواعبَ كاسياتٍ بالشفُوف
أين التى ستكون أمّاً للوليد ؟
أين التى سأرى الحياة بحضنها وبوجهها وبشعرها الليلىِّ عيدْ
بعد التى راحتْ وضيَّعت الأمانى فى المفازات الرهيبةْ
ولدى فكيف أراك والأعوام تلتهمُ الشبيبة
أم كيف تأتى بينما الأمُّ التى كانت تولَّت ضمن قافلة السراب
قد أسكرتْ قلبى الذى لمَّا يغامر فى متاهات الهوى
أتهلُّ يا ولدى الحبيبَ بغير أمِّكْ ؟
مِن أىِّ نبعٍ تنبثقْ ؟
حتى أجيئك
ولداهُ أخشى أنْ يمرَّ العمر..
من قبلِ مجيئِكْ
فلْتأتِ ياعمرى ولو من أىِّ أنثى
فلعلَّ نورك يُبْدل الأشواكَ فى الوجدان زهرا
ولعلَّ دنياكَ الجميلة تنعش القلب المغيَّبَ منذ هجران الحبيبةْ
ها كلُّ شىءٍ بعدها يكتظُّ فى عينىَّ ريْبَه
بسماتها أضحت رياضاً تفرِش الأرض الجديبه
أحلامها كانت غريبة
أنا لم أكن يوماً بفارسها العجيب
فأنا حصانى قد كبَا عند اشتداد وطيس معركة الزَّمن
فى حين أنَّ البعض أبدل بالحصان فنابلا دوَّتْ لتُعلن عن مُناه
فأنا ومثلى ليس يحملنا زمان المستحيلْ
وليس يرفع قامتى مادمتُ فى ذيل الحُماه
أنا لست إلاَّ فارساً
عطَّرتُ عمري بالأماني

وحلمتُ بالتاج العتيق