نهر الندى

نهرُ الندَّى
1999
يا موكبَ الأنوار ياشمس الهدى
أنى بجودكَ أستجيرُ شفيعنا
زلَّت بلىَ الخُطُواتُ حتى إنَّنى
خذنى لنبعكَ أستقى من رحمةٍ
فأنا بقايا أمنياتٍ بُعْثِرتْ
أهوَى الجنانَ ولست أبذلُ مهرها
خُذنى لأحضن فى رياضكَ راحةً
وأرى الجمالَ المحضَ ليس يشوبُهُ
وأرى الفضائلَ وارفاتِ الظلِّ قد
وأبيتُ تُطعمنى الحلاوهَ خرَّدٌ
هذى ينابيعُ الوداد تحوطُنى
هيَّا لأُغسلَ من ذنوب جهالتى
أنا تائهُ الخطواتِ كيف ؟! وإننى
أفهل تعوَّدتُ الغوايةَ ويلتى !
هذا حبيبى قد أزال ضغائنى
قد مدَّ راحاتِ الوصال لأشتفى
فنهضتُ أدفنُ ذكرياتٍ مرَّةً
فسُررتُ حتى قد غزتنى نشوةٌ
أنتَ الرءُوف وكم عفوتَ معلِّمى
آخيتَ بين العاشقين لرحمةٍ
وبسمتَ فى وجه اليتيم مداعباً
يا قائداً بالحبِّ عطَّرْت الدُّنا
يا سيّد الساداتِ يا تغريدتى
أنت الضميرُ الحىُّ يانهر الندى
فأجرْ فؤاداً رهن تيَّار الرَّدَى
أصبحتُ أجهل ياحبيبُ المقصدا
عُلويَّة القسمات تفترسُ الصدى
لملمْ شتاتىَ يا رحيمُ لأسعدا
إنِّى أنا الصبُّ الذى قد أُبعدَا
وأرى زهورَ الحبِّ تلتحفُ النَّدى
حقدٌ وليس يضرُّه أن يُحسدَا
حجبتْ عن العُشَّاق أنظار العدِا
فأصير فى حرم الهدايةِ مُنشدا
فأروح أنهلُ لا أملُّ الموردا
كم عشتُ فى غُلِّ الضلال مُصَفَّدا
فى ساحةِ الرِّضوانِ أشتمُّ الهدى
ماذا أرومُ وكلُّ شىء لى بدا
هذا رسولى صبرْهُ لن ينْفدا
من خزى ما صنعت يداىَ لأُ نجدَا
إنى نجوتُ وحُقَّ لى أن أُولدا
فمددتُ أجنحة المتاب لأصعدا
ماذاق عفوَك جاهلٌ إلا اهتدى
وأشدْتَ مجداً لا يزال له صَدى
إنَّ الضعيفَ لديك ليس مُهدَّدا
يا مَنْ هديتَ فكنتَ أبلغَ مَن هَدَى
ماذا أقول وها جوادُك قد عَدَا ؟