ريـــاضُ الـهــوى 1999
مازلتُ أحبو فى رياض هواها
وعلى مُحيَّاها المليح بشائرٌ
مرَّت فهلَّ الأُنس يرقص معجباً
وأنا مع الشادين أهفو نحوها
هى لاتردُّ العاشقين كأنما
قدِّيسةٌ هى لا تحبُّ لحاجةٍ
وفؤادها غير القلوب جميعها
هى مهبط الأديان بل هى معبدٌ
الطُّهر يرقىَ كلّ يومٍ تُربها
كم غافلٍ فقد البصيرة غرّهُ
هل كان يدرى أنْ ستزأر أُسْدْها
هل جاء ذا المسكين يسلبُ درةً؟
مصريتى أنا طينةٌ عذريَّةٌ
بوركتِ من أرضٍ تعوذُ بربهِّا
تُؤذَى فلا تُبدى الجراح لأنَّها
تحمى العروبة وهْى تنشد عزَّها
وإذا الشدائد طوَّقَتْ آمالهم
ياواحةً للأمن أنتِ مليكةٌ
فأرى الزهور تتيهُ فى يُمناها
للهائمين فمَن يجيب نداها
ومضى يغرِّد ينتشى يتباهىَ
فأرى ملاك الحبِّ يسكن فاها
نهرُ الوداد تحوطهُ عيناها
هى ذى تجود لأنَّ ذاك قضاها
سبحان من رزق القلوب هداها!
تحنو وتأسو جُرْح مَن آذاها
فإذا خطتْ فوق التراب رقاها
كبر الزعامة فاستباح حماها
وتزجُّهُ بين الضروس يداها
عينُ الإله تحوطها ترعاها
فى أرضك السمراء تقطرُ جاها
مِن شرِّ كلِّ مضلِّل يتباهى
وثقت بأنَّ الله لا ينساها
والعُرْب بعضهم يُريق دماها
فالكلُّ يسأل عطفها ورضاها
قد زيَّن الإيمان تاج علاها